لا يستطيع البشر التنفس والبلع في نفس الوقت
يمكن لجسم الإنسان البالغ القيام بالعديد من الأشياء المعقدة – القدرة على التنفس والبلع في نفس الوقت ليست واحدة منها. هذا لأنه إجراء -على الرغم من أنه يمكن القول أنه يبدو مفيدًا أن تبلع وتتنفس في نفس الوقت- إلا أنه يمكن أن يسبب مشاكل.
لماذا؟ حسنًا، للإجابة على ذلك، سنحتاج إلى القليل من المساعدة من علم الأحياء.
قصة أنبوبين
يوجد أسفل البلعوم أو الحلق ممران مهمان في حياة الإنسان. هناك القصبة الهوائية، والتي ينتقل من خلالها الهواء من وإلى الرئتين، والمريء، حيث يمر الطعام من خلاله للوصول إلى بقية الجهاز الهضمي.
الآن ، لمنع دخول الطعام إلى رئتيك أثناء تناولك الطعام (والذي من المحتمل أن يسبب كومة من المضاعفات طبعًا)، يغطي لسان المزمار القصبة الهوائية عندما تبتلع طعامًا أو تشرب مشروبًا.
ومع ذلك، لا يتمكن لسان المزمار دائمًا من تغطية القصبة الهوائية بشكل صحيح. نتيجة لذلك، ينتهي بك الأمر بالسعال أثناء تناول الطعام عندما يتسرب الطعام إلى القصبة الهوائية وهذا حدث معك قطعا سابقا. تشعر بإحساس مؤلم أسفل حلقك، حيث يحاول جسمك التعامل مع أي جسم غريب (مثل قطعة من الطعام ، على سبيل المثال) دخل القصبة الهوائية.
سيف ذو حدين ينفرد به البشر
بالنسبة لمعظم الأنواع الأخرى غير البشر من الثدييات، من الممكن التنفس والبلع في نفس الوقت بسبب الحنك الذي يفصل تجويف الأنف من داخل الفم.
بالتنسيق مع لسان المزمار ، يتحرك الحنك الرخو – ذلك الجزء العضلي الرخو بالقرب من فتحة الحلق – ويغلق الأنبوب من التجويف الأنفي. يؤدي هذا إلى إغلاق القصبة الهوائية، مما يمكّن مواد مثل الحليب من الوصول بأمان إلى المريء عند الثدييات.
على عكس الثدييات الأخرى ، فإن الحنجرة البشرية ، تتحرك إلى أسفل الحلق مع تقدمنا في السن. هذا يترك فجوة أوسع بينها وبين فتحة الحلق، مما يجعل عملية البلع في النهاية عملية حساسة للغاية بالنسبة لنا. وعلى الرغم من أن هذا أعطانا القدرة على إنتاج مجموعة واسعة من الأصوات -لذلك نتحدث-، ونتواصل من خلال لغات شاملة ، وحتى التعبير عن أنفسنا من خلال الغناء ، فقد تسبب أيضًا في الجانب السلبي المذكور سابقًا – الاختناق عند محاولة تناول الطعام والابتلاع في نفس الوقت.
لكن لماذا يستطيع الأطفال التنفس والبلع في نفس الوقت؟
نظرًا لأن حركة الحنجرة لا تحدث إلا في وقت لاحق من الحياة ، فإن وضع الحنجرة عند الأطفال الرضع لا يزال مشابهًا تمامًا لتلك التي قد يجدها المرء في الأنواع الأخرى من الثدييات “مرتفعة”. على هذا النحو، يمكنهم أيضًا التنفس والبلع في وقت واحد.
ومع ذلك، فإن هذا يميل إلى أن يستمر هذا الوضع فقط حتى سن ثلاثة أشهر تقريبًا، عندما تبدأ الحنجرة في الهبوط. في هذه المرحلة من تطور الأطفال، يبدأون في تطوير القدرة على الكلام ، أو على الأقل أصدار أصوات عشوائية. بعد ذلك، يكون هذا أيضًا عندما يبدأون في التعرض لخطر الاختناق. ومع تقدمهم في السنوات تصبح عملية الرضاعة أكثر صعوبة وتكاد يصبح من المستحيل التنفس والبلع في نفس الوقت.