تهانينا! لقد عرفت أنك شخصية إنطوائية

الشخصية الانطوائية

نبذة عن الشخصية الانطوائية

من المهمّ التنويه إلى أنّ مفهوم الانطواء يختلف اختلافًا تامًّا عن القلق الاجتماعي Social Anxiety أو الخجل. فالشخصُ الانطوائي لا يعني بالضرورة أنّه خجول على الدوام أو يعاني من القلق الاجتماعي.

وعليه فالانطواء أو الـ Introversion باللغة الإنجليزية، هي صفة أو سمة تشير إلى أنّ صاحبها يركّز على نفسه وأفكاره الشخصية ومشاعره ومزاجه، أكثر من تركيزه واهتمامه بالعوامل الخارجية من حوله.

إذا لم تأتي لهذه الصفحة عن طريق اختبار الشخصية الانطوائية تأكد أن تأخذ اختبار الشخصية من هنا

عيوب الشخصية الانطوائية

غالبًا ما يشعر الانطوائيون أنّ هذا العالم قد بُني ليتوافق مع الاجتماعيين، وهو أمر حقيقي إلى حدّ ما. فالاجتماعيون أو الـ Extroverts يستطيعون اكتساب الأصدقاء بسرعة، ويضيفون دومًا على الأجواء المرح والحيوية، بعكس الانطوائيين الذين يواجهون في العادة صعوبة في القيام بذلك.

من الجميل أن تكون شخصًا انطوائيًا، لكن…هنالك أيضًا بعض السلبيات التي تترافق مع الشخصية الانطوائية، نذكر منها الآتي:

1- صعوبة تكوين الصداقات

يأخذ الانطوائيون وقتهم لمعالجة الأمور والتفكير فيها، خاصّة عندما يتعلّق الأمر بإدخال أشخاص جددٍ إلى دائرتهم الاجتماعية. وهكذا نجد أنّهم يستغرقون وقتًا لا بأس به في اختيار أصدقائهم، لأنهم يسعون دومًا للعثور على أشخاص أوفياء يفهمونَهم ويشعرون بالراحة لمشاركتهم أفكارهم ومشاعرهم.

الكثير من الأشخاص الاجتماعيين لا يفهمون طريقة التفكير هذه، ونجد أنّهم يفضلّون بناء صداقات مع من هم أكثر انفتاحًا. ممّا يجعل من مهمّة تكوين الصداقات وبناء العلاقات أمرًا صعبًا على الانطوائيين.

2- غالبا ما يساء فهمهم

يحتاج الانطوائيون غالبًا إلى مساحة شخصية أكبر، ويميلون لقضاء الوقت مع أنفسهم، ممّا يجعلهم عرضة للأحكام المُجحفة من قبل الآخرين الذين يكوّنون عنهم صورة خاطئة غير حقيقية. إذ يُنظر إلى الانطوائي في معظم الأحيان على أنه:

  • غير اجتماعي.
  • فظّ.
  • خجول جدًا.
  • يفتقر للشعور بالأمان.
  • مغرور.

لا يمكننا القول أنّ هذا الأمر خاطئ تمامًا، لكن، حتى الأشخاص الاجتماعيون قد يمتلكون مثل هذه الصفات، وليس من العدل أن تعمّم هذه الصفات على الانطوائيين فقط.

اقرأ: أفضل وضعيات النوم وفائدة وأضرار كل وضع

3- صعوبة التحدث أمام الجمهور

نظرًا لأنهم يفضّلون البقاء بعيدًا عن بقعة الضوء، نجد أنّ التحدّث أمام الجمهور قد يكون مرعبًا بل ربّما تعذيبًا! وعلى الرغم من أنّ بعض الانطوائيين يبلون حسنًا عند التحدّث أمام الغير، لكنه يبقى بالنسبة إليهم أمرًا متعبًا ومرهقًا يستنزف طاقتهم.

4- السعي الدائم من الغير لإصلاح الانطوائيين

يعتقد الكثيرون، وخاصّة الأشخاص الاجتماعيون أنّ الانطوائيين يعانون من مشكلة ما، لذا إن كنت شخصًا انطوائيًا، ستجد أنّ الآخرين يسعون على الدوام لإصلاحِك! ويُمطرونك بالمُحاضرات حول ضرورة الخروج من قوقعتك والسعي لتكون اجتماعيًا أكثر، دون أن يفهموا أنّ هذه هي طبيعتك، وأنّك تتقبلها وسعيد بها.

5- الفعاليات الاجتماعية تصبح تحديا صعبا

يشعر الكثير من الانطوائيين بارتياح أكبر عند تواجدهم ضمن مجموعات صغيرة من الأشخاص، لذا فإن الفعاليات الكبيرة قد تشكّل تحديًا لهم، وفي الغالب سيجدون صعوبة في الانخراط في الجوّ العام، لذا سيقفون على الأرجح بعيدًا يراقبون ما يحدث من حولهم. وسيحتاجون لبعض الوقت لإعادة شحن طاقتهم عند العودة إلى منازلهم.

مميزات الشخصية الانطوائية

أن تكون انطوائيًا لا يعني بالضرورة أنّك شخص كئيب منعزل، إذ يوجد العديد من الصفات الإيجابية التي تميّز الأشخاص الانطوائيين عن غيرهم، نذكر منها ما يلي:

1- احترام الغير وتقديرهم

قد يتمّ الحكم على الانطوائيين بأنهم انعزاليون ولا يشاركون في النشاطات الاجتماعية المختلفة، لكن نادرًا ما يتمّ اتهامهم بأنّهم بغيضون أو شديدو الاحتياج للغير أو متشبّثون بالآخرين.

ولأنهم يقدّرون أهمية مساحتهم الشخصية، نجد أنّهم يحترمون المساحة الشخصية للآخرين أيضًا، ويتمتّعون بقدر كبير من الاستقلالية.

ليس هذا وحسب، إذ غالبًا ما يُعرف عنهم أنّهم يتمتّعون بأدب جمّ ويأخذون بعين الاعتبار أثر تصرفاتهم على الغير. إنهم يحترمون الآخرين ويفكّرون جيدًا قبل أن يتكلّموا، بعكس الاجتماعيين الذين قد يتفوّهون بأول ما يخطر لهم دون تفكير في عواقب كلامهم.

2- الأصالة والتفرد

في الوقت الذي يتبنّى فيه الاجتماعيون القيم العامة، ويتبعون غالبًا كلّ ما هو مشهور ومعروف، يميل الانطوائيون إلى بناء آرائهم الخاصّة، ولا يتأثرون كثيرًا بما هو شهيرٌ ومنتشر حولهم. ستجدهم ينجذبون إلى الأمور الغامضة، غير الاعتيادية أو الغريبة.

ولأنّهم يقضون الكثير من الوقت بمفردهم بعيدًا عن الأماكن المكتظّة التي تعجّ بالاجتماعيين، فهم يميلون في العادة إلى تطوير وجهات نظر وأفكار متجدّدة ومتفرّدة.
وهو ما أكّد عليه الفيزيائي الانطوائي الشهير، آلبرت آينشتاين، حيث قال مرّة: “إنّ رتابة الحياة الهادئة والعزلة، تحفّز الدماغ على التفكير الإبداعي.”

3- الذكاء والدهاء

نظرًا لطبيعة شخصيّتهم، فإنّ الشخص الانطوائي يقضي الكثير من وقته في التفكير العميق قبل اتخاذ أيّ قرار. وهو ما يرجّح الكفة لصالحهم عندما يتعلّق الأمر بأشياء مثل: التفكير النقدي، حلّ المشكلات أو تقييم الشخص الآخر الذي يقف أمامهم.

ولأنهم يقضون الكثير من الوقت في التفكير والتحليل، فهم يكتسبون فهمًا أعمق لمختلف جوانب الحياة من حولهم، وغالبًا ما يتجسّد هذا الفهم على شكل قرارات سليمة يتخذونها بذكاء وتجنّبهم الندم مستقبلاً.

4- مستمعون جيدون

يُعرف عن الانطوائيين أنّهم أشخاص هادئون بشكل عام، وهذا هو السبب الرئيسي الذي يجعلهم مستمعين أفضل من غيرهم.

إنّهم يميلون إلى الاستماع إلى أفكار ومشاعر الآخرين والتفكير فيها بعمق. عند التحدّث إليهم، سيركّزون باهتمام، ويبذلون جهدهم لفهم ما تحاول التعبير عنه، بدلاً من مجرّد انتظار فرصتهم للكلام.

ولأنهم يحلّلون كلّ شيء بعمق، فهم بطبيعة الحال أثر اهتمامًا بأخذ المعلومات بدلاً من الكشف عنها، لذا نجد أنّ الناس غالبًا يثقون في الانطوائيين، ويشعرون بالراحة لمشاركتهم أسرارهم الخاصّة.

5- القدرة على التركيز

نظرًا لأن الانطوائيين لا يفضّلون التواصل الاجتماعي كما هو الحال مع الأشخاص المنفتحين، فهم يمتلكون الوقت الكافي للاهتمام بأمور أخرى. ونجد أنّ لديهم القدرة على عزل أنفسهم بعيدًا عن بقية العالم من أجل التركيز على إتمام مهمّة معيّنة.

وهكذا، قد يختفون عن الأنظار لبعض الوقت من أجل القيام بالأنشطة الانفرادية كالبحثِ أو الكتابة، دون أن يكون للمُلهيات الخارجية أيّ أثر عليهم.

هذه القدرة المذهلة على التركيز هي السبب الذي يجعل الكثير منهم خبراءَ متخصصين في مجالات اهتماماتهم.

6- القدرة على بناء علاقات عميقة

يفضّل الانطوائيون الجودة على الكمية في كلّ جوانب حياتهم، وينطبق ذلك أيضًا على علاقاتهم مع الآخرين. فهم على العكس من الانفتاحيين الذين يسعون لبناء الكثير من العلاقات (حتى لو كانت سطحية)، يحرصون على اختيار علاقاتهم بحذر كبير.

إنهم لا يسمحون لأيّ كان بالدخول إلى عالمهم، ولا يهتمّون بالعلاقات السطحية، بدلاً من ذلك، يميلون إلى بناء روابط وثيقة وعميقة مع الأشخاص من حولهم، وبالتالي فهم يبذلون جهدًا أكبر في اكتساب قلّة من الأصدقاء الحقيقيين بدلاً من التركيز على إحاطة نفسهم بالكثير من الأشخاص.

نتيجة لذلك، غالبًا ما يكون أصدقاؤهم أشخاصًا أوفياء جديرين بالثقة.

7- الاستقلالية والاعتماد على الذات

يصرّ الكثير من المنفتحين على مفهوم العمل الجماعي، ويسعون دومًا لأن يكونوا جزءًا من الفريق. لكن الحال ليس كذلك مع الانطوائيين.

نظرًا لأنهم أكثر ميلاً للعزلة، فهم يميلون لبناء نظام حياة يركّز على الاستقلالية والاكتفاء الذاتي. إنهم يفضّلون العمل بشكل مستقلّ، ولا يحتاجون إلى الكثير من الإشراف كما هو الحال مع معظم المنفتحين.

يدرك أرباب العمل هذا الأمر أيضًا، لذا فهم يثقون بهم، ويعلمون أنّهم إذا طلبوا من شخص انطوائي القيام بمهمّة معيّنة، فسوف يحرص على إتمامها دون أن يسمح للملهيات أو أيّ شيء آخر أن يشتّت انتباهه.

ليس هذا وحسب، فالكثير من الانطوائيين يكرهون الاعتماد على الغير، ويشعرون بالقوّة والثقة حينما يتعاملون مع التحديّات التي تواجههم بأنفسهم دون الحاجة للغير.

وهكذا نجد أنّ الشخصية الانطوائية التي كثيرًا ما يُساء فهمها ووصفها بالانعزالية، ما هي إلى شخصية عادية طبيعية، حالها كحال الشخصيّات الانفتاحية، ولها مميزاتها وعيوبها.

حينما تفهم حقيقة هذا الاختلاف، سيصبح التعامل مع الانطوائيين أمرًا أسهل، وسوف تتمكّن من رؤية الجوانب الإيجابية فيهم، ومن يدري، فربما يحالفك الحظ لتدخل دائرتهم الاجتماعية الخاصّة وتصبح صديقًا مقرّبًا لأحد منهم.

اقرأ أيضًا: أقصر اختبار لتحديد مستوى الذكاء في العالم هو ثلاثة أسئلة فقط